الخطوات السبع لتدريب فعال
1- علاقات التفاھم والتواصل بين المدرب والمتدرب
يتمثل نموذج المدرب الناجح الذي يتمتّع بالخبرة في مجال تدريب المتدربين في ذلك الشخص الذي يمنحك إحساساً بالتواصل والتفاھم واللطف والسھولة عند الحديث والاحتكاك به. إنّ ھذه النوعية من المدربين تعمل على تنمية ھذه المھارات لديھا حتى تستطيع بناء علاقات جيدة مع العملاء لديھم تقوم على التواصل والتفاھم والثقة والشعور بالمودة ،مما يؤدي إلى الإحساس بالترابط والتواصل بين جميع الأطراف.
ويظھر ھذا التواصل بين المدرب والمتدرب في:
أ- التواصل الاجتماعي: ھو الالتزام بجميع الأعراف والقواعد الأساسية لمظاھر الذوق والآداب الاجتماعية.
ب- التواصل القائم على الثقة في المنھج الذي يتبعه المدرب، فالمدرب يعتقد أنّ المدرب خبير في مناھج وأساليب التدريب.
ج- التواصل القائم على الثقة في شخص المدرب، لم يعد المدرب يثق في أساليب التدريب فقط، وإنمّا أصبحيثق في شخصه أيضاً.
د- توطيد علاقة التواصل والتفاھم إلى أقصى درجة، يتطلب الوصول إلى ھذه المرحلة من العلاقة إلى مھارة عالية، حيث يتصرف المدرب والمتدرب في إطار البرنامج التدريبي كفريق عمل متعاون بحيث يسعى كل فرد وراء النجاح والعمل على تحسين الأداء.
2- حسن الإنصات
إنّ القدرة على الإنصات الجيّد تعدّ من السمات المميّزة للمدرب الذي يتمتع بالخبرة. تتمثل أولى الخطوات لكي يصبح لدى المرء مھارة الإنصات في الإقرار بأنّ الإنصات يختلف عن الاستماع. فسماع الشيء يعني استقبال صوت ھذا الشيء فقط، أمّا الإنصات فيتطلب تفسير الصوت لإعطائه معنى ولتحديد الاستجابة المناسبة له. ويتألف فن الإنصات من ثلاثة عناصر أساسية:
- التھيئة إي بلوغ الحالة المناسبة للإنصات.
- القدرة على التركيز والحفاظ عليه.
- إعلام المتدرب بأنّ المدرب ينصت إليه.
ويظھر إنصات المدرب للمتدرب أثناء جلسة التدريب عن طريق:
أ- تكرار ما سمعه من المتدرب من حين لآخر وتلخيص بعض السياقات التي وردت في الحوار بينھما.
ب- دمج الكلمات التي يتميز المتدرب باستخدامھا عند توجيھ السؤال،مع رفع نبرة الصوت عند نطقھا، ويعد ھذا أحد الأساليب المھمّة، لأنّه يعكس احترام المدرب لأسلوب المتدرب في تعبيره عن أحد الأمور، كما أنّه سيكون له تأثير كبير عليه لأنه يتفق مع لغته.
ج- قراءة مابين السطور، من المھم عند مناقشة المدرب مع المتدرب، إن يتبع المدرب الخيوط التي توضح جذور المشكلة، والتي يتخطاھا المتدرب عند التحدث عنھا، ويساعد حسن الإنصات أنه يتيح الفرصة للمدرب للعمل مع المتدرب لرؤية الصورة كاملة ولفھم جميع أطراف المشكلة. وسوف يساعد المتدرب في اكتشاف لذاته، كما تساعده في وضع خطة للعمل مع المدرب، وينبغي أن ترتبط خطة العمل ھذه بالمتدرّب من الناحية الشخصية وأن تتفق مع أجندتھا التي وضعھا.
3- توجيه الأسئلة الإبداعيّة:
يعدّ توجيه الأسئلة الإبداعيّة ھو صلب عملية التدريب الفعّالة، فتوجيه السؤال المناسب في الوقت المناسب ھو أمر غاية في الأھميّة لنجاح عملية التدريب.
وتتلخص الأدوار الرئيسية التي تقوم بتا ھذه النوعية من الأسئلة في:
أن تفرض على المتدرب أن يفكر، وأن يرصد، وأن يتطلع إلى ما حوله وإلى مشاعره، وأن يخوض التجربة بكل كيانه.
أن تدخل عنصر الوضوح في أسلوب التفكير.
أن تركّز الانتباه على المساحات والسلوكيات شديدة الأھمية.
أن تؤكّد فھم المدرب لما قاله أو وصفه المتدرب.
أن تتحدّى المتدرب لاتخاذ خطوات فعليھ وبدء التغير.
أن تزيد إدراك المتدرب لذاته.
ومن الأساليب التي تعود بالفائدة ھي التعمق داخل المتدرب لفھم أفكاره بشكل جيد، وھو أسلوب يقوم في الأساس على سؤال أو تعليق تمت صياغته حتى يستمر المتدرب في التحدث أو الحصول على توضيح ما.
وتوجد أربعة أساليب للتعمق داخل المتدرب لفھم أفكاره بشكل جيد، والتي تعتبر ذات قيمة كبيرة بالنسبة للمدربين:
- التعمّق القائم على الصمت: وتعد فترة الصمت مفيدة بالنسبة للمتدرب حتى يتمكن من أن يكتشف مشاعره، والتفكير في موضوع أو موقف معين.
- التعمق القائم على المحادثة: وھي أسئلة موجھة ومفصلة مثل: متى.. ؟ من.....؟ ماذا..........؟.
- التعمّق القائم على التكرار: ويشجع ھذا الأسلوب المتدرب على الاستطراد في الحديث، والاستمرار في التفكير، والتعمق أكثر في استكشاف المزيد عن النقطة التي يتحدث فيھا المدرب.
- التعمّق القائم على آخر ما قالھ المتدرب: وتستخدم ھنا آخر كلمات المتدرب مع تغيير نبرة الصوت، يميل إلى الارتفاع، وذلك للحصول مزيد من التوضيح.
4- وضع أھداف واضحة
يستفيد المتدربون من وضع الأھداف الواضحة في تعزيز قدراتھم على تنظيم حياتھم ذاتياً، فيقوى لديھم الدافع نحو اتخاذ خطوات إيجابية لتحقيق أھداف معينة خاصّة بھم، بالإضافة إلى الإصرار على تحقيق ھذه الأھداف وزيادة خبراتھم. كما يوفّر لھم وضع الأھداف بھذا الشكل القدرة على تقييم تقدم أدائھم بأنفسھم، وھو ما يعد من العوامل المھمّة طالما أنّ التدريب يھدف إلى الإسھام في زيادة الخبرات والتنمية الذاتية للمتدربين.
سمات الأھداف:
أن يكون الھدف محدداً.
أن يكون الھدف قابلاً للقياس.
أن يكون الھدف قابلاً للتحقيق.
أن يكون واقعياً.
أن تكون له فترة زمنية محددة يتم إنجازه خلالھا.
وضعه في صيغة إيجابيّة.
استيعابه وفھمه.
ارتباطه بالمتدرب.
اتفاقه مع المعايير الأخلاقية.
5- الحدس
يعرّف الحدس على أنّه "الذكاء الحدسي" وھو القدرة على رؤية الأمور غير الواضحة في الوقت الحالي والإحساس بھا. يعتبر الحدس أحد الإمكانيات التي تساعد في تنمية وتطوير إحدى أھم سمات التميز في عملية التدريب، كما أنّھا تعزّز من لحظات الإيحاء التي تمكّن كل من المدرب والمتدرب من تحقيق مستوى التفاھم الكامل في عملية التدريب المتميزة.
6- الحضور
تعريف الحضور "ھو قوّة الشخصية التي يتميّز بها الشخص" والمقصود من القوّة ھنا المعنى الإيجابي، فھي الطاقة الشخصية التي تنبع من الشخص، ولا يقصد بھا في ھذا السياق القوة المستبدة والمسيطرة. ويعد "الحضور" من العوامل التي تلعب دوراً في الاختيار المبدئي للمدرب من قبل المتدربين كما أنه يلعب دوراً في التأكّد من مصداقيته. ويختار المتدربون المدرب على أساس تمتعه بالحضور ومستوى الطاقة الكامنة به، وليس أوراق اعتماده أو تدريبه ومؤھلاته.
"الحضور"، مثله مثل القيادة أو الزعامة ، يمكن تعلمه إلى حد ما وتعزيزه من خلال التواصل الإيجابي، وتطوير المھارات والمعرفة والخبرة.
7- تقديم التقارير التقييميّة الفعالة.
يتّسم التدريب بأنّه عملية تعاونيّة، يتعاون فيھا كل من المدرب والمتدرب معاً لتحقيق أھداف المتدرب. يقع على كاھل المدرب في عملية التدريب مسؤولية تقدير التقييمي بحيث يكون ھادفاً وذا محتوى إيجابياً. ھناك سبع سمات للتقرير التقييمي الفعال:
- يقوم على ملاحظات مؤكّدة وليس على رأي أو حكم.
- يعتمد على الحقائق وليس التقديرات.
- يقدّم بعد فترة زمنية قصيرة من المواقف التي تتعلق به وليس بعد فترة طويلة من حدوثھا.
- يتناول سلوكيات المتدرب وليس شخصه.
- يكون محدّداً وليس عاماً.
- يكون إبداعيّاً وليس تحليلياً.
- يكون مدعّماً لموقف المتدرب فلا يجعله يتّخذ موقفاً دفاعيّاً.
مراحل التقرير التقييمي:
- نقل الملاحظات.
- توضيح التأثير الذي يقع على المدرب من سلوك المتدرب.
- مشاركة الآراء والأفكار.
- تقديم اقتراحات بالحلول العملية.
- توجيه أسئلة.
بتصرف من كتاب "الخطوات السبع للتدريب الفعال"
تأليف/ سأبين ديمكوسكي- فيونا إلدريدج – أيان ھانتر.
أ/ عفاف شرف